الإعلام الأمني: خاص
قال مدير عام شرطة السير اللواء عمر أحمد بامشموس إن الثورة اليمنية - 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر - تمثل إنجازات عظيمة لتضحيات جسيمة وتُوِّجت بمكاسب وطنية كبيرة نعيش في ظلها ونقطف من ثمارها، داعيًا أبناء الشعب اليمني إلى التمسك بتلك المكاسب والذود عنها، واستلهام الدروس والعبر من نهج الآباء والأجداد وغاياتهم وثورتهم المجيدة، والسير على خطاهم في الوطنية والنضال والتضحيات.
جاء ذلك في حديثه الصحفي لـ"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية بمناسبة احتفاء الشعب اليمني بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
وأكد مدير عام شرطة السير اللواء بامشموس أن مناسبات 26 من سبتمبر و14 من أكتوبر و30 من نوفمبر يعتز ويفتخر بها كل يمني حر منذ 62 عاماً إلى يومنا هذا، ورغم وضعنا الاقتصادي كدولة ومجتمع، إلا أننا نتمتع بالحرية الكاملة ونعيش بمعنويات عالية، متيقنين بالانفراج القريب والقدرة على إسقاط المؤامرات والمحاولات الفاشلة في تركيع الشعب وتجزئة الوطن.
وأشار إلى أن عيد الثورة 26 سبتمبر المجيدة هذا العام سيكون له زخم كبير ومتميز لعدة أسباب، منها مرور 62 عاماً على الثورة الخالدة، واهتمام القيادة السياسية بهذه المناسبة، وطموح الشعب اليمني عمومًا، والقابعين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية خصوصاً.
وشدد على أهمية إحياء هذه المناسبات تأكيداً للثبات على الجمهورية ونظام الحكم الديمقراطي، كونه يمثل الخلاص من حكم الطغاة والاستبداد والكهنوت، ولا يمكن العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء والقبول بذلك من جديد مهما كان حجم التضحيات والثمن المفروض لإفشال مشاريع الأقزام.
وأوضح مدير عام شرطة السير اللواء عمر أحمد بامشموس في حديثه لـ"الإعلام الأمني" أن تضحيات وكفاح ونضال الشعب اليمني تكللت بتحقيق الوحدة اليمنية، حيث أصبح اليمن شماله وجنوبه دولة واحدة في 22 مايو عام 1990م، وكان ذلك بمثابة استحقاق تاريخي لمسيرة نضال وتضحيات قدمها الآباء والأجداد في سبيل ذلك الهدف العظيم، الوحدة اليمنية، بما حملته من مشروع هوية وطنية وإنجاز مزيد من المكاسب في مجال الحقوق والحريات الأساسية والعامة السياسية والاقتصادية والمدنية والاجتماعية، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير والتفكير، من خلال بناء المؤسسات السياسية والتنظيمات والأحزاب، والمشاركة في الفعاليات السياسية والديمقراطية، والتمثيل البرلماني والانتخابات في المجالس والسلطات المحلية.
وأضاف أن هذه المنجزات تعد مكاسب عظيمة ضحى من أجلها كوكبة من الأحرار والثوار والمناضلين الذين فجروا ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وها نحن نعيش تحت ظلال تلك الثورة ونقطف ثمارها ونجني ثمار التضحيات الجسيمة التي اضطلع بها الرجال الأوفياء الجسورون من أبناء الشعب المخلصين للوطن.
وأشار إلى أن هناك محاولات لإعادتنا والمجتمع إلى ما قبل 22 مايو أو 14 أكتوبر أو 62 عامًا، وهي محاولات مريضة ويائسة تطمح إلى عودة الإمامة بفرض ميليشيا الحوثي الإرهابية ومن يسير في فلكها من أصحاب المؤامرات والمشاريع الضيقة والمصالح الدنيئة، التي تسعى إلى إعادة اليمن إلى حكم الإمامة والكهنوت والاستبداد والطغيان، وهذا محال لأن أحرار وثوار اليمن ورجاله المخلصين البواسل والشجعان أبوا ويأبون الذل والعبودية، ويرفضون تلك المشاريع والأطماع والأحلام الواهية، ويرفضون الوصاية على الوطن والمواطن واحتكار السلطة والثروة، وواهم من ظن أنه قادر على إعادة الوطن الحبيب إلى الإمامة البغيضة والتفرقة البائدة.
وأشاد بامشموس بفطنة وحكمة الثوار والمناضلين واستلهامهم لأهمية وحدة المسير لتحقيق المصير، والتعاون والتنسيق والتآزر، والانطلاق من قاعدة الهوية الوطنية لإسقاط الاستبداد والاحتلال وكسر التخادم بينهما والتحرر.
وقدم اللواء عمر أحمد بامشموس نبذة تاريخية مختصرة عن الثورة اليمنية هدف من خلالها إلى التذكير والتوضيح للجميع لاستلهام الدروس واستيعاب العبر، قائلًا إنه وقبل 62 عاماً عاش الشعب اليمني شماله وجنوبه في وضع صعب ومأساوي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، حيث كان الجنوب يرزح تحت وطأة الاحتلال البريطاني الغاشم، الذي صادر الحقوق وقيّد الحريات، فيما كان الشمال حينها يرزح تحت حكم سلالي متخلف واستبدادي نهم يعتمد على التضليل والتجهيل والعزلة وسيلة لاحتكار السلطة والثروة ونهبها، ويعيش على الخرافات وينشر الفقر والجهل والمرض.
لكن الشعب اليمني التواق للحرية لم يقف مكتوف الأيدي، بل اتخذ العديد من الطرق والسبل المقاومة والثورية والنضالية التي تسهم في الانعتاق من الاحتلال والاستبداد، ضمن حركات وتحركات، وخاض معارك وثورات ممتدة من بعد الحرب العالمية الأولى وقبلها.
ونوّه بأن تلك الحركات كانت بمثابة إرهاصات للثورة، فحركات الرفض والمقاومة والتنظيمات والحركات التحررية قبل الثورتين المجيدتين 26 سبتمبر و14 أكتوبر مثل ثورة 1948 وثورة 1955 وثورة 1960، ومنذ 1920م برزت حركات تحررية وحراك ثقافي وتوعوي واجتماعي طلابي وعمالي ونقابي واسع في الجنوب، خصوصًا عدن، إلا أنها لم تحقق الغايات ولم تتوفق في الانعتاق والتحرر من الاستبداد والاحتلال والقضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن أو تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني. ولكنها كانت بوصلة توجه للعمل الثوري، تُوّجت بتفجير ثورة 26 من سبتمبر 1962م، اليوم الذي سطعت فيه شمس الحرية في المحافظات الشمالية من وطننا الحبيب، وبموجبها أُغلق الستار على الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض من قبل الضباط الأحرار والمناضلين، والتفّت حولهم جموع أبناء الشعب التواقين للحرية والانعتاق. والتحقت فيها كافة الفئات والشرائح في شمال الوطن، وبمشاركة واسعة وفاعلة من قبل إخوانهم في المحافظات الجنوبية، شركائهم في الحركات التحررية والنضال ومعركة الوعي، الذين هبوا لنصرة هذه الثورة المباركة بعد أن كاد الأئمة أن يُجهضوها في مهدها - كما أجهضوا ثورة 48 - من خلال محاصرة الثوار وما سُمي بحصار السبعين، فوثب الرجال من الثوار والأحرار وحموها من قوى الشر والتخادم إبان مرحلة الصراع والمعارك التي أشعلها الأئمة وعناصرهم المندسة في الوسط الجماهيري.
تلك الثورة قضت على نظام استبدادي كهنوتي جثم على المحافظات الشمالية لأكثر من 1200 عام.
وأضاف قائلاً إن هذه الثورة كانت بمثابة جذوة النار والنور، أحرقت الاستبداد وأضاءت طريق الحرية، وكان لها دور كبير في إشعال ثورة 14 من أكتوبر، حيث كان الأحرار والمناضلون والثوار في المحافظات الجنوبية الذين هبوا لحماية الثورة في المحافظات الشمالية وشاركوا في الدفاع عنها هم من فجروا ثورة 14 من أكتوبر العظيمة عام 1963م، من أعالي جبال ردفان الشامخة الشماء، التي تُوِّجت بعد 4 سنوات من النضال والتضحيات في المحافظات الجنوبية بالنصر وإنهاء الاحتلال في 30 نوفمبر من العام 1967م برحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن الحبيب.
ورفع اللواء بامشموس أسمى آيات وعبارات التهاني للقيادة السياسية بهذه المناسبات 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، وكذلك لشعبنا اليمني الصابر والمثابر والصامد على ما يعانيه من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب ونتيجة لانقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية، والحرب والحصار الذي تمارسه بحق الوطن والمواطن هي وغيرها من الحاقدين والحاسدين والمتخادمين والمتآمرين الذين أشعلوا الحرب ودمروا الوطن ومؤسسات المجتمع ونتاج الحرب على مدى 10 سنوات.