قضايا السير بحاجة لاهتمام



09/05/2024
على أقل تقدير هناك 1077  شخصاً قد لقي حتفه على الطرقات في مختلف مناطق المحافظات المحررة فقط خلال الثلاثة الاعوام الماضية توفي معظمهم ،تحت عجلات المركبات وبين أجزاءها وعلى متنها على جنبات الطريق ، فيما الباقون توفوا في اروقة المستشفيات وغرف العمليات والعنايات المركزة اثر تعرضهم للحوادث المرورية. وبحسب الاحصائياتة فإن 5814  آخرين كانوا عرضة للاصابات الجسيمة والخفيفة في تلك الحوادث وكانت حياتهم على المحك، لولا الاقدار والاعمار حالت بينهم وبين الموت في تلك الكوارث المؤسفة، والتي لامحالة قد عرضة سلامتهم البدنية والنفسية للأذى، وكلفتهم الكثير من فواتير العلاج والدواء،  وعيشتهم تجارب قاسية ومآسي عنيفة ذاقوها هم وذويهم. الحوادث المرورية المسجلة خلال الفترة 2021—2023  في المناطق المحررة فقط بلغت 6893 حادثة سير فاقة خسائرها المادية على أقل تقدير 3,949,425,531 ريال ، ووفقآ لاحصائية شرطة السير فقد ضبطت 39625 مخالفة مرورية، وهي فيض من غيض ونسبة ضئلية من حقيقة وواقع حجم المخالفات المرورية على الطرقات والتي من الصعوبة بمكان رصدها وضبطها على طول وعرض الطرقات في بلادنا. مما سبق يوحي أننا أمام قضية ومشكلة كارثية بحق تهدد حياتنا وحياة المجتمع ومستخدمي الطرقات وتجعلها معرضة للخطر، وحياة  وسلامة مستخدمي وسائل النقل والمواصلات، ومستقبل ابناءهم  في خطر حقيقي ،  إذا ما استمرت وتيرت حوادث السير على هذا المنوال الخطير. إن واقع قضية السير والمخالفات والحوادث المرورية  واقع مخيف  بحق يتطلب إيلاءها اهتمام خاص ،واخضاعها  للدراسات والبحوث العليمية ،والوقوف بجدية تجاهها ،ووضع الحلول المناسبة  لمعالجتها ،والمشاركة الفعالة من قبل الاجهزة والمؤسسات الرسمية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدنية والانساق الاجتماعية ،لوضع التشخيص العلمي الدقيق بدراسة واقعها ،وحجمها ،واسبابها ،وانعكاساتها، وتقديم المعالجات العلمية الناجحة والناجعة للتعامل معها، وتوحيد جهود تحقيق السلامة المرورية وأمن الطريق، وسبل انتاج وابتكار وسائل وسياسات معالجتها للتخفيف من وطأتها، وحماية المجتمع من ويلاتها ومآسيها. >