هذه القصة حقيقية وقعت أحداثها في إحدى المحافظات اليمنية لطفل يدعى عمر ذا الثانية عشرة ربيعا من عمره، توفي والده بعد معاناة مع مرض السرطان وبوفاته فقدت الآسرة المكونة من 8 أشخاص عائلهم الوحيد، مما اضطر عمر إلى ترك الدراسة والعمل في إحدى ورش الألمنيوم بالأجر اليومي، وآثر عمر أن يساهم في تحمل المسؤولية وتوفير لقمة العيش له ولإخوانه ولوالدته
كان عمر رغم صغر سنة يتمتع بذكاء ومهارة وإبداع في صناعة لعبه من علب الصفيح وكذا لمن يريد من أترابه ليلهوا بها معا، كما كان محل ثقة وتقدير من الجميع فإذا انكسر أو تلف شيء في منزله أو منزل أحد جيرانه يستدعي عمرا لإصلاحه.
كما أنه أبدع وأظهر مهارة في تعلم صناعة الألمنيوم خلال فترة قصيرة وكان محل إشادة من قبل مالك الورشة التي يعمل بها.
كان عمر يحلم بأن يصبح معلم ألمنيوم ماهر وأن يمتلك في المستقبل ورشة خاصة به، إلا أن الأقدار أخذته إلى غير رجعة فقد تعرض لحادثة دهس ذات يوم من أيام شهر رمضان المبارك أثناء خروجه من محل عمله قبيل أذان المغرب للإفطار.
سائق متهور يقود سيارته بسرعة جنونية ضاربا بعرض الحائط آداب وقواعد السير وسلامة الناس ليدهس الطفل عمر ويخطف روحه ومعها أحلامه البريئة، مخلفا صدمة وأحزان وآلام لدى أم عمر وأخواته، وجرح غائر يصعب اندماله وذكرى من المستحيل نسيانها..