رسائل من قبور ضحايا حوادث المرور
رسائل من قبور ضحايا حوادث  المرور
05/05/2024

تتصاعد رسائل من قبور ضحايا حوادث السير و تصلنا تباعا، نتجاهلها  احيانا، ونجهلها ونغض الطرف عنها جهلا وكبر،  بعجرفة وغطرسة نتلقاها، إهمالا واستخفافا  ننساها دائما،  ولا نعطيها او نعيرها حقها من الإنتباه والإهتمام ،  رسائل تحذير وإنذار،  رسائل عتاب،  رسائل تهديد وتوبيخ، رسائل الود والاعتذار، رسائل تنبيه وتنويه،  رسائل الزجر والتقريع،  رسائل نصح وإرشاد،يقول جاهل مستغرب  ما اتبعنا رسالة الإله، وعصينا وتجاهلنا نصح وإرشاد الرسل والأنبياء،  ما تقبلنا رسائل الأحياء؟! كيف لنا تقبل رسائل صامته؟! 

 والحق أن رسالة الإسلام قد أشارت لذلك، ونقول لعل وعسى…انها رسائل صادمة من لم يتعظ بها ويندم ويعلن التوبة ويحسن سلوكه واستخدامه الطريق فليتحمل مسؤوليته وذنبه على جنبه.  
 رسائل قبور ضحايا المرور تفوح بالعبر والعظات، رسائل تهز الفرائص،  تخاطب العقل والمنطق، تفيض بالمشاعر والإحساس،  وتشجي المشاعر والعواطف  توقظ الضمير،  تستنهض  الوجدان… تبوح بمكنون الحقيقة ،وتوحي بالامتثال والندم،  تعبر عن كسر جموح  ومعاقل الطغاة والبغاة الظالمين، ترشد لكبح دوافع وغرائز الشر والأنانية، والعدوانية،  بالاندفاعية والغضب والانتقام،الكبر والغرور،  
والوحشية.،  وسلوك التجاوز والإهمال  واللامبالاة والاستخفاف بالحقوق وحياة الآخري،  والفساد المالي والاداري 
رسائل تحيي الضمائر وتذكي المشاعر وتعزز القيم الإنسانية  ومكارم الأخلاق والسمات والخصائص السوية، وتحض على الالتزام بالقواعد والقوانين والشروط والمعايير والمواصفات، وحماية الأرواح والممتلكات وتحمل المسؤولية.. 

 
الرسالة الاولى:

رسالة انسانية تدعو وتفرض  على الجهات المعنية بتنظيم حركة السير والمسؤولة على إصدار رخص قيادة المركبات وتصاريح سير المركبات على الخطوط ووثائق الملكية، والجهات المعنية  بشبكة الطرقات هندسة وشق وانشاء وسفلتة وترميم الطرق ووضع علامات وإشارات المرور  ، ووزارة الأوقاف ووزارة الصحة، العمل على إنشاء وتخصيص مستشفيات على مداخل المدن والخطوط الطويلة خاصة بضحايا الحوادث المرورية  ،  وبجوارها مقابر لضحايا الحوادث المرورية، مع رفع لافتات كبيرة بصور وأسماء الضحايا، وتنفيذ برامج زيارات دورية  اجبارية للموظفين المعنيين بشبكة الطرقات وتنظيم الحياة المرورية،  وسائقي المركبات ومالكيها، وبالتزامن مع التوظيف وتنفيذ المشاريع و مع إصدار وثائق القيادة،  لإشعارهم بالمسؤولية  المهنية والوظيفية لهم ونتائج تجاوزها و الإخلال بشروط ومواصفات ومعايير ومقاييس الوظائف والسلوك المهني والصلاحيات الفنية. 


الرسالة الثانية:

رسائل قانونية تدعو الجهات المعنية لاستصدار قواعد قانونية تفرض مصادرة كل مركبة وآلية وسيارة تتسبب او تشارك  في حادث مروري ينجم عنه وفاة انسان او يتسبب في اعاقة دائمة لبشر، مع سحب ترخيص قيادة السائق ومنعه من ممارسة القيادة. 

الرسالة الثالثة:
توصي بعزل كل مسؤول ورجل مرور اخل او تهاون في مسؤوليته أو تجاوزها او خالف شروط ومواصفات ومعايير المشاريع والوثائق مما  تسبب في وقوع حادث مروري نجم عنها وفاة انسان. 

الرسالة الرابعة:
 
رسالة قانونية تحث على  تعديل قانوني في تصنيف حوادث المرور بحيث تصنف كل حادثة المتسبب والمشارك فيها وكان متسبب في حادثة سابقة ونجم عن كلاهما إصابات بشرية بليغة وشملت الحادثة الثانية وفاة،  تعد جريمة قتل شبه عمدي، بالإضافة إلى مصادرة المركبة وسحب رخصة القيادة وحضر السائق من ممارسة قيادة  المركبات ووسائل النقل…وكذلك تصنيف كل حادث تسبب بوفاة شخص او أكثر وكان السبب  تجاوز السرعة او التجاوز الخاطئ  او قطع اشارات المرور ضمن جرائم القتل شبه العمد، مع مصادرة المركبة وسحب رخصة  القيادة وحضر السائق من القيادة للمركبات ووسائل النقل…وكذلك يسري حكم المصادرة وسحب الرخص وحضر القيادة لكل من سمح بقيادة الأطفال دون السن القانونية السيارات ووسائل النقل الأخرى.
 
بالإضافة الى تحديد معيار سحب الرخص في حالة تكرار ارتكاب الحوادث  أو المشاركة في ارتكاب  الحوادث المرورية ونتج عنها  إصابات،  وبالمثل في حالة تكرار تجاوز القانون ومخالفة قواعد و قوانين واشارات المرور. 
حضر قيادة المركبات على كل من أدين او ثبت تورطه بارتكاب جرائم  نتيجة حوادث المرور،  وكذلك اعتبارها جرائم عمدية، مع  سحب رخصة القيادة ومنع صاحبها من القيادة في حالة ارتكابه جريمة جسيمة، وحضر منح رخصة قيادة لكل من أدين بارتكاب جريمة من هذا النوع.

 
الرسالة الخامسة:

رسالة رعاية تدعو إلى إنشاء لجان رسمية  ومنظمات مدنية متخصصة ( تنسب بتسميتها الى  قبور وجروح  ضحايا المرور) تتبنى قضايا السير والمرور ورعاية حقوق  ضحايا الحوادث المرورية ، وتنفيذ البرامج التوعوية التي تنشر رسائلهم وتعبر عنهم وتسهم في تجفيف اراقة الدماء على الطرقات .

الرسالة السادسة:
 
رسالة مناشدة  للمجتمع-  بكل قطرة دم نزفت منهم-  بكل تشكيلاته أفراد  وجماعات ومؤسسات عامة  ومنظمات  مدنية ان يحرصوا و  يسهموا في وقف نزيف الدماء وازهاق الارواح وتعريض سلامة الابدان للخطر وإتلاف الممتلكات على الطرقات،  بكافة الوسائل الهندسية والتقنية  التنظيمية و الضبطية والرقابية والإعلامية والتوعوية والارشادية الوظيفية والمهنية والاجتماعية،  و ان تقوم كل جهة ومؤسسة  ومنظمة وجمعية وجماعة وفرد وموظف وصاحب مهنة ومسؤول بدوره ومسؤوليته  على أتم وجه. 


 الرسالة السابعة:

رسائل عتاب( لكل ذي سلطة) للجهات الحكومية المسؤولة والمعنية بالطرقات وتنظيم السير عليها  والمشرفة والرقابية التنظيمية والتشريعية والتنفيذية والقضائية، والمعنية  بالتوجيه والإرشاد والتوعية  والإعلامية  والتربوية والثقافية والإرشادية والعلمية،  جميعا وجماعات وفردا فرد، منددة  التفريط والتقصير والإهمال والتسيب والفساد المالي والاداري وسوء الرقابة والمخالفة للمعايير والمقاييس والمواصفات والشروط.
  مستهجنة غياب المسؤولية،  وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتقصير في إنفاذ القانون  المروري وتنفيذ البرامج التوعوية والإرشادية  … وكل تصرف من شأنه  وبسببه فارقوا الحياة وفاضت  أرواحهم  نتيجة له كعامل من عوامل وقوع  الحوادث المرورية في إطار مسؤوليتها، وسببا من أسباب هدر دمائهم ، أو كان لها يد في ازهاق ارواحهم او عدم انقاذها او ضياع حقوقها  كان بالقول او الفعل او الصمت.  

الرسالة الثامنة:

رسالة عتاب (لكل ذي قدرة ) للمجتمع وانساقه الاجتماعية ونظمه وتنظيماته ومنظماته المدنية و الجماعات الأولية والثانوية،  لمؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليمية والعلمية،  الثقافة والإعلام والتوجيهية والسياسية والاقتصادية والصحة،  للنشء والشباب، جميعا وجماعات وفردا فرد،  على التفريط والتقصير والإهمال والتسيب والفساد الاجتماعي ، وسوء أداء الأدوار وغياب المشاركة،  وسوء تنفيذ الوظائف وأداء الواجب،   وسوء الرقابة والمخالفة للمعايير والمقاييس والمواصفات والشروط ،  ياب المسؤولية الاجتماعية … والتي من شأنها وبسببها فارقوا الحياة وفاضت  أرواحهم  نتيجة لها كعامل من عوامل الحوادث المرورية،  اوكان لها يد في ازهاق ارواحهم او عدم انقاذها او ضياع حقوقها  كان بالقول او الفعل او الصمت. 


الرسالة التاسعة:

رسالة خاصة فيها عتاب واستنكار  موجهه لكل سائق وقائد مركبة على مخالفة وتجاوز وعدم الالتزام بقواعد وقوانين وآداب وأخلاق وإشارات وعلامات السبر وتعليمات وارشادات المرور وشروط ووسائل السلامة.
 عتاب واستهجان القيادة بدون خبرة او قدرة وتمكن  ، وعلى وجه الخصوص  من تجاوز السرعة والحمولة  ، والتجاوزات الخاطئة والخطرة، و الانشغال بغير الطريق،  وإهمال الصيانة والصلاحية الفنية للمركبة  قبل القيادة،  عكس المسار والوقوف الخاطئ والمتكرر في الشارع وقارعة الطريق ،  و إهمال وسائل السلامة، القيادة مع التعب والإرهاق، وإهمال التحذيرات، القيادة مع العلم بخلل فني ميكانيكي بالمركبة،  عدم التركيز وعزل عوامل التشويش،  الاتصال والأكل والشرب أثناء  القيادة،  والمخاطرة وتشتت الذهن، الجهل وتجاهل اشارات وعلامات المرور، الجهل بالقانون والقواعد المرورية، غياب المسؤولية، الاستمرار بالقيادة رغم ارتكاب حوادث مرورية، وغياب وسائل السلامة حزام الأمان واسطوات إطفاء الحريق ووسائل الرؤيا ، تكرار الأخطاء القاتلة … وكل سلوك ومخالفة من  شأنها وبسببها فارقوا الحياة وفاضت  أرواحهم  نتيجة لها كعامل من عوامل الحوادث المرورية في إطار القيادة،  اوكان لها يد في ازهاق ارواحهم او عدم انقاذها او ضياع حقوقها  كان بالقول او الفعل او الصمت. 

الرسالة العاشرة:
 
رسالة تحذير لسائقي المركبات،  خذ من تجارب الأخرين عظة وعبرة،  ولا تجرب فتندم حين لا يكون للندم قيمة، فاحذر مغبة تجاوز القانون والقواعد ومخالفة  الآداب والقيم، والإشارات والتعليمات والشروط، فتجاوز السرعة والحمولة يفتح القبور والمسؤولية، والتجاوز  الخاطئ والخطر محفوف بالندم، وعكس المسارات وقطع الاشارات مسالك الهلاك، اهمال الصيانة وعدم تفقد الصلاحية الميكانيكية والفنية  او تجاهلها انتحار محقق، المخالفات المرورية لقواعد وقوانين السير حوادث محققة اليوم وجنايات غدا،  فالعدل والإنصاف والميزان تختلف، والحقوق هي الحقوق لا تسقط بالتقادم والديون لا تعدم، والمسؤولية والذنب مع الإصرار لا ترحم ولا تسقط بالإجبار واللف والدوران، والحكم لا يستأنف، والنوايا تبان والحقائق تظهر والشهود لا يردو  ولا ترد شهادتهم.
ايها السائق احذر الحقوق هي الحقوق وانتهاكها وتجاوزها مع العلم واليقين والتحذير والمعرفة المسبقة هي بينة و هي مسؤولية  والمسؤولية مسؤولية وليست حوادث. 

الرسالة الحادي عشر:

رسالة تهديد وزجر وتقريع موجهة لكل ذي سلطة ومسؤولية وواجب وسائقي المركبات في الماضي والحاضر والمستقبل ، فتحمل المسؤولية  لا مفر منها جراء التفريط والتقصير والإهمال والتسيب والفساد المالي والإداري والقانوني والأخلاقي،  والعبث بأرواح ودماء وآلام ومآسي وجروح ومصائب وأملاك وحياة الناس وتعريضها للخطر في الطرقات والشوارع. 
ودفع ثمن مخالفة القوانين والقواعد والشروط والمواصفات والمقاييس،  والتجاوزات وارتكاب الحوادث  والجرائم المصاحبة والناتجة عنها المضيع والمنتهك للحقوق والحريات  وسوء الرقابة ،  وغياب والمسؤولية.
 لكل من لازال على غيه ولم يتعظ بعد….  عش ما شئت واصنع ما بدا لك  واجمع  ما استطعت،  مادامت الدماء تجري في عروقك والسلطة والنفوذ والجاه والمال في يدك،  والحظ و الفساد والتجاوز ورجاله الى جوارك… 
فاحذر واعلم أن دماء وأشلاء ضحاياك على الأرض وتحتها،  وكل صغيرة وكبيرة من حقوقهم في انتظارك لم ولن تسقط بالتقادم  و استعد لدفع الحقوق  وتحمل المسؤولية،  ما دام الإصرار وتكرار التجاوز مقارفة انتهاك الحقوق والتعدي سلوكك،  والاتعاظ والندم غائب،  وان كان لك الارادة والقدرة  على البقاء فالى متى؟!  والى اين المفر؟!    

الم اقل لك من قبل ان رسائل قبور ضحايا حوادث  المرور 
تنطوي في طياتها على نبذ أسباب وعوامل الحوادث والمخالفات المرورية،  وتعزز أسباب وعوامل الانضباط المروري والسلامة المرورية،  وتشمل الوعيد والعبرة والعظة والإرشاد العتاب والزجر والتقريع،. 
كيف لا وعلى أقل تقدير هناك 1077  شخصآ قد لقي حتفه على الطرقات في  مناطق المحافظات المحررة فقط خلال الثلاثة الأعوام الماضية ،تحت عجلات المركبات بين أجزاءها على متنها على جنبات الطريق ونهرها، قضى معظمهم والباقون توفوا في اروقة المستشفيات وغرف العمليات والعنايات المركزة اثر تعرضهم للحوادث المرورية.
ناهيك عن 5814 شخصاً آخرين  أصيبوا في حوادث السير كانوا عرضة للمصير نفسه لولا الأعمار والأقدر.