يقف رجل المرور على دوار الجولة في منتصف الطريق ليرسم لوحة فنية لحركة السير، وتسهيل المرور الإنسيابي لحركة المركبات ، بشكل ينال اعجاب السائق ويذهل المشاهد، وبكل ما لديه من إمكانيات بسيطة ومتواضعة، مستخدماً كل أساليب الإخراج والتوزيع والتنسيق الفريدة، وضبط الإيقاع في مختلف الظروف المناخية تحت حرارة الشمس نهاراً وصقيع البرد ليلا، هذا التمازج من ناحية ينتج صورة ذهنية إيجابية عن رجل المرور بمظهر متميز يليق بمستوى أدائه ورسالته الإنسانية السامية التي يقدمها .
من ناحية أخرى هناك معوقات غير منطقية أدت الى تكوين صورة ذهنية خاطئة عن رجل المرور من قبل الكثير من السائقين ألا وهي طبيعة عمل رجل المرور في مجال سيادة و إنفاذ القانون من خلال فرض العقوبات وقواعد السير العامة التي تبدو مقيدة للحريات برغم كونها تحد من الحوادث والمخالفات المرورية ونتائجها الكارثية وذلك بهدف ردع بعض التصرفات الفردية من سائقي المركبات المتجاوزين لقواعد قانون المرور و التي تؤدي الى الفوضى وبروز ظاهرة الاختناقات المرورية بالإضافة إلى طبيعة العمل فإن هناك عوامل أخرى منها ضيق حجم الشوارع والازدحام في عدد المركبات وعدم توفر الجسور يعد معول من معاول هدم الصورة الذهنية الإيجابية لرجل المرور التي ترسم صورة ذهنية سلبية ومشوهه لاتعبر عن حقيقة رجل المرور ووظيفته العامة ورسالته الانسانية في تنظيم وضبط حركة السير.
وفي المقابل يقف رجل المرور ساعات طويلة لاداء واجبه حتى لا تقف حركة السير دقيقة واحدة، ويدور في الجولة مع دوران عقارب الساعة لتستمر حركة السير انسيابية، بالاضافة الى بروز جملة من التحديات والصعوبات والقضايا والعوامل التي ألقت بظلالها على عاتق رجال المرور وتشويه الصورة الذهنية له .
في الاخير هل هذه الصورة الذهنية الخاطئة عن رجل المرور صحيحة بالطبع ليست صحيحة ولو وجدت بعض التصرفات الشخصية الخاطئة لقليل من رجال المرور فلا يمكن مقارنتها بدوره العظيم في خدمة المجتمع ، فلو لا رجل المرور وأجزم بذلك لملاءت المدن والشوارع بالمخالفات والازدحامات والفوضى المرورية ولن يستطيع أحد العبور لقضاء مصالحة.